مزرعة تكنو جرين تجيب على السؤال الصعب كيف تصبح الزراعة صناعة؟
هناك على ترعة الطرمبات بمحافظة الإسماعيلية، تقبع واحدة من أفضل المزارع فى مصر على الإطلاق، فمساحتها لا تتجاوز 500 فدان ولكنها بإختصار شديد تنتج صادرات زراعية لأوروبا بقيمة 90 مليون جنيه سنويا من الطماطم والمانجو والعنب والفلفل الألوان والفراولة وهو رقم يدعو للفخر والعجب ولهذا إستحقت بجدارة أن تكون نموذجا مبهرا يجيب على السؤال الصعب. متى تتحول الزراعة بالفعل فى بر مصر كاملا إلى صناعة كما فعلها العالم؟!.
بطبيعة الحال لم يترك فى تلك المزرعة شئ للمصادفة على الإطلاق، وكل التفاصيل دقيقة وتدار وفق أفضل الممارسات التكنولوجية فى الزراعة والرى عالميا والإدارة لامركزية منضبطه ومثابرة وتستعين بخبراء دوليين فى زراعاتها ومتابعة صوباتها وحقولها التجريبية ومعاملها وتدريب مهندسيها الأكفاء وعمالتها المهرة المدربة على أعلى مستوى. ناهيك عن إستغلال مساحتها أفضل إستغلال. لدرجة أنه حتى أشجار النخيل الزينة التى تستقبل الزائر وتصيبه بالدهشة وتجعله يشعر وكأنه فى زيارة لفندق 5 نجوم وليس لمزرعة. لها أيضا إستخداماتها ففى عمر محدد يتم إقتلاعها لتباع بأضعاف ثمنها وتستبدل بأشجار أخرى من إنتاج معامل شتلات المزرعة. وهكذا يكون "البيزنس"!.
الدعوة لزيارة مزرعة تكنوجرين بالإسماعيلية جاءتنى من الخبير الزراعى المحنك مصطفى منصور والعاشق لبلده حتى النخاع والذى يؤمن بأن الزراعة لا تحتاج فقط إلى مال قارون وصبر أيوب. بل للعلم، وربما ما لفت إنتباهى كثيرا فى تلك الجولة أننى لم أجد مهندسا أو عاملا يهرول تجاهه لتحيته فهو الرئيس والملهم، فلا وقت لذلك فالكل هناك يعمل فى صمت البحث عن النجاح، لتصبح صادراتهم سفيرا لمصر فى جميع أنحاء أوروبا والكثير من الدول العربية وخاصة وقد تصدرت بطاقة بياناتها "صنع فى مصر" ولهم كل الحق. فهناك تدرك بالفعل مفهوم صناعة الزراعة!
هناك المزرعة لها قدسيتها ولآءاتها الثلاث. لا للزيارات العائلية. لا للهزل. لا للخطأ، وتضم محطتين للرى ومحطة للتسميد الإليكترونى تضخ السماد فى الموقع الذى يحدده المهندس المسئول ومنطقة ثلاجات التصدير والتى تضم 6 ثلاجات سعة 90 طن لكل منها ومنطقة عملاقة للفرز والتعبئة الإليكترونية ومحطة للأرصاد الجوية متصلة بالقمر الصناعى للتنبؤ بالمناخ والأخطار المرضية والآفات، أما الصوب فهى عالمية وتصل مساحاتها إلى 250 فدان وتحقق إنتاج يصل إلى 12 كيلو من الفلفل الالوان فى المتر المربع و9 كيلو من الطماطم الشيرى التى تصل طول شجرتها 16 مترا فى نفس المساحة وتبلغ تكلفة الصوبة الواحدة منها حاليا نحو 12 مليون جنيه ومجهزة على أعلى مستوى وتتحكم بها الأجهزة الإليكترونية كاملة وبالمناسبة بينها صوب هى الأولى من نوعها فى مصر عند إنشائها وملحق بها صوب إنبات وذلك لتطعيم الشتلات النباتية على أصول مقاومة لأمراض التربة وفق أحدث التقنيات العالمية وذلك كبديل لإستخدام المبيدات والأسمدة بصورة مبالغ فيها. وبالطبع عمليات التطعيم تقوم بها كاملة سواعد مصرية مبهرة.
ونأتى للعمالة كما يوضح لى المهندس أسامه عبدالحكيم مدير المزرعة، فهى مشكلة المشكلات فى مصر، ويعمل يوميا بالمزرعة نحو 700 عامل وعاملة سواء فى أعمال الحصاد أو المعاملات الزراعية ويبدأ عملهم من السابعة والنصف صباحا وحتى الثالثة والنصف عصرا يتخللها ساعة "راحة " والأجر كامل وبالطبع لا تشعر أنهم مجرد عمالة بل وكأنهم طلبة يذهبون إلى جامعة. فالملابس نظيفة والإبتسامة تعلو وجوههم والحماسة والعزيمه تفتر الحديد الصلب.
ولأن صناعة الزراعة تتطلب أيضا تنمية المجتمع المحلى حتى يتواءم معها فإن المزرعة تنتج شتلات الفراولة المتميزة لتمنحها مجانا للمزارعين الذين يقومون بدورهم بزراعتها فى أراضيهم مهما كانت مساحاتها، ثم يتولى مسئولى التسويق بالمزرعة تصديرها إلى الخارج وخاصة إنجلترا التى تتهافت عليها أما المنافس الأوحد فهى إسرائيل والتى لا يفرض على صادراتها إلى أوروبا أية ضرائب مقارنة بمصر وبالتالى يحقق الفلاح المصرى الصغير أعلى عائد ويكفى أن نذكر أن فدان الفراولة يحقق ما بين 80 و100 ألف جنيه من عائد التصدير.
وأخيرا المزرعة كما أوضح لى أحد عناصرها الشابة وهو المهندس متولى جودة مسئول الجودة بالمزرعة حاصلة على شهادات اليوروجاب وGEP للممارسات الزراعية الجيدة ونظام الهاسب لتحليل المخاطر وETI التى تعنى إلتزام المزرعة بحقوق العمال وعدم إجبارهم على أعمال خطره وBRC الخاصة بتجارة التجزئة والتى تتطلبها العديد من المتجر الأوروبية كشرط لعرض المنتجات الزراعية وLEAF والتى تفيد بأن المعاملات الزراعية لا تضر بالحياة البرية على الإطلاق. حقا ما أروع ذلك النموذج.
هناك على ترعة الطرمبات بمحافظة الإسماعيلية، تقبع واحدة من أفضل المزارع فى مصر على الإطلاق، فمساحتها لا تتجاوز 500 فدان ولكنها بإختصار شديد تنتج صادرات زراعية لأوروبا بقيمة 90 مليون جنيه سنويا من الطماطم والمانجو والعنب والفلفل الألوان والفراولة وهو رقم يدعو للفخر والعجب ولهذا إستحقت بجدارة أن تكون نموذجا مبهرا يجيب على السؤال الصعب. متى تتحول الزراعة بالفعل فى بر مصر كاملا إلى صناعة كما فعلها العالم؟!.
بطبيعة الحال لم يترك فى تلك المزرعة شئ للمصادفة على الإطلاق، وكل التفاصيل دقيقة وتدار وفق أفضل الممارسات التكنولوجية فى الزراعة والرى عالميا والإدارة لامركزية منضبطه ومثابرة وتستعين بخبراء دوليين فى زراعاتها ومتابعة صوباتها وحقولها التجريبية ومعاملها وتدريب مهندسيها الأكفاء وعمالتها المهرة المدربة على أعلى مستوى. ناهيك عن إستغلال مساحتها أفضل إستغلال. لدرجة أنه حتى أشجار النخيل الزينة التى تستقبل الزائر وتصيبه بالدهشة وتجعله يشعر وكأنه فى زيارة لفندق 5 نجوم وليس لمزرعة. لها أيضا إستخداماتها ففى عمر محدد يتم إقتلاعها لتباع بأضعاف ثمنها وتستبدل بأشجار أخرى من إنتاج معامل شتلات المزرعة. وهكذا يكون "البيزنس"!.
الدعوة لزيارة مزرعة تكنوجرين بالإسماعيلية جاءتنى من الخبير الزراعى المحنك مصطفى منصور والعاشق لبلده حتى النخاع والذى يؤمن بأن الزراعة لا تحتاج فقط إلى مال قارون وصبر أيوب. بل للعلم، وربما ما لفت إنتباهى كثيرا فى تلك الجولة أننى لم أجد مهندسا أو عاملا يهرول تجاهه لتحيته فهو الرئيس والملهم، فلا وقت لذلك فالكل هناك يعمل فى صمت البحث عن النجاح، لتصبح صادراتهم سفيرا لمصر فى جميع أنحاء أوروبا والكثير من الدول العربية وخاصة وقد تصدرت بطاقة بياناتها "صنع فى مصر" ولهم كل الحق. فهناك تدرك بالفعل مفهوم صناعة الزراعة!
هناك المزرعة لها قدسيتها ولآءاتها الثلاث. لا للزيارات العائلية. لا للهزل. لا للخطأ، وتضم محطتين للرى ومحطة للتسميد الإليكترونى تضخ السماد فى الموقع الذى يحدده المهندس المسئول ومنطقة ثلاجات التصدير والتى تضم 6 ثلاجات سعة 90 طن لكل منها ومنطقة عملاقة للفرز والتعبئة الإليكترونية ومحطة للأرصاد الجوية متصلة بالقمر الصناعى للتنبؤ بالمناخ والأخطار المرضية والآفات، أما الصوب فهى عالمية وتصل مساحاتها إلى 250 فدان وتحقق إنتاج يصل إلى 12 كيلو من الفلفل الالوان فى المتر المربع و9 كيلو من الطماطم الشيرى التى تصل طول شجرتها 16 مترا فى نفس المساحة وتبلغ تكلفة الصوبة الواحدة منها حاليا نحو 12 مليون جنيه ومجهزة على أعلى مستوى وتتحكم بها الأجهزة الإليكترونية كاملة وبالمناسبة بينها صوب هى الأولى من نوعها فى مصر عند إنشائها وملحق بها صوب إنبات وذلك لتطعيم الشتلات النباتية على أصول مقاومة لأمراض التربة وفق أحدث التقنيات العالمية وذلك كبديل لإستخدام المبيدات والأسمدة بصورة مبالغ فيها. وبالطبع عمليات التطعيم تقوم بها كاملة سواعد مصرية مبهرة.
ونأتى للعمالة كما يوضح لى المهندس أسامه عبدالحكيم مدير المزرعة، فهى مشكلة المشكلات فى مصر، ويعمل يوميا بالمزرعة نحو 700 عامل وعاملة سواء فى أعمال الحصاد أو المعاملات الزراعية ويبدأ عملهم من السابعة والنصف صباحا وحتى الثالثة والنصف عصرا يتخللها ساعة "راحة " والأجر كامل وبالطبع لا تشعر أنهم مجرد عمالة بل وكأنهم طلبة يذهبون إلى جامعة. فالملابس نظيفة والإبتسامة تعلو وجوههم والحماسة والعزيمه تفتر الحديد الصلب.
ولأن صناعة الزراعة تتطلب أيضا تنمية المجتمع المحلى حتى يتواءم معها فإن المزرعة تنتج شتلات الفراولة المتميزة لتمنحها مجانا للمزارعين الذين يقومون بدورهم بزراعتها فى أراضيهم مهما كانت مساحاتها، ثم يتولى مسئولى التسويق بالمزرعة تصديرها إلى الخارج وخاصة إنجلترا التى تتهافت عليها أما المنافس الأوحد فهى إسرائيل والتى لا يفرض على صادراتها إلى أوروبا أية ضرائب مقارنة بمصر وبالتالى يحقق الفلاح المصرى الصغير أعلى عائد ويكفى أن نذكر أن فدان الفراولة يحقق ما بين 80 و100 ألف جنيه من عائد التصدير.
وأخيرا المزرعة كما أوضح لى أحد عناصرها الشابة وهو المهندس متولى جودة مسئول الجودة بالمزرعة حاصلة على شهادات اليوروجاب وGEP للممارسات الزراعية الجيدة ونظام الهاسب لتحليل المخاطر وETI التى تعنى إلتزام المزرعة بحقوق العمال وعدم إجبارهم على أعمال خطره وBRC الخاصة بتجارة التجزئة والتى تتطلبها العديد من المتجر الأوروبية كشرط لعرض المنتجات الزراعية وLEAF والتى تفيد بأن المعاملات الزراعية لا تضر بالحياة البرية على الإطلاق. حقا ما أروع ذلك النموذج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق